١٦ ـ ثم كانت النتائج الباهرة ، بانتصار الإرادة الإلهية القاهرة ، وخزي الجبارين ، وبوار كيد الظالمين وذل المستكبرين. حتى جعلهم الله عبرة للمعتبرين ، وذكرى للذاكرين والحمد لله رب العالمين.
١٧ ـ وخلاصة القول : إن ما جرى لأصحاب الفيل لا مجال لفهمه ولا لتفسيره إلا على اساس الغيب ، والرجوع إلى الله تعالى فيه .. فإنه لا ينسجم أبدا مع الشرك أو الإلحاد ، ولا مع الإنكار لقدرة الله تبارك وتعالى ، أو الانتقاص منها ، أو انتقاصها.
ثم هو يهيء الناس لقبول دعوة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، الذي ولد في عام الفيل بالذات ، حيث إن الناس قد شهدوا تلك المعجزة العظيمة ، وهم في أول وعيهم ، أو في عنفوان شبابهم ، ولا زالوا على قيد الحياة ، وصاروا هم عقلاء القوم وكبارهم ، وأصبح الأمر والنهي إليهم وبيدهم ، وهم الشيوخ المجربون والملأ المكرمون ، وهم مهما كابدوا وعاندوا ، فإنهم لا يقدرون على مواصلة هذا العناد ، والمكابرة ، أمام هذه المعرفة الوجدانية العميقة والراسخة ..
وبذلك يكون سبحانه قد سهل على الناس أمر الإيمان ، وأقام الحجة عليهم من أيسر السبل وأوضحها ، وأبين الدلالات وأصرحها.
للحيوانات أخلاق :
لا شك في أن للحيوانات أخلاقا ، وأنها تختلف فيها ، وأن اختلافها في خلقها يوجب اختلافا في سلوكها ..
ولسنا بحاجة إلى إيراد الكثير من النصوص الدالة على أن لدى الحيوانات