بداية :
لسوف نتحدث في هذا الفصل عن الاختيار الإلهي لموضع الحديبية ، وحبس الله ناقة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» هناك ، ومنعها من مواصلة سيرها ، ثم نتبع ذلك بفصول تعنى بمتابعة الأحداث التي سبقت ورافقت ولحقت كتابة المعاهدة المعروفة ب «صلح الحديبية» .. التي اعتبرها الله سبحانه فتحا مبينا ، ونصرا مؤزرا ..
وسوف نحاول أن لا يكون حديثنا ذا اتجاه واحد ، أي أننا لا نريد أن نستغرق في بيان الحيثيات ، والدوافع ، والنتائج السياسية لمعاهدة الهدنة ، كما أننا لا نريد الاكتفاء بسرد الأحداث ، وفقا لما ورد في الروايات الحديثية والتاريخية .. بل نريد أن نعزز ذلك أيضا بالإشارة إلى كل ما يستفاد من حركة الأحداث التي سبقت ، ورافقت ، ثم لحقت هذا الحدث الهام. سواء في ذلك ، ما له مساس بالنواحي العقائدية ، أم السلوكية ، أم التاريخية ، وغير ذلك.
بالإضافة إلى محاولة كشف مواقع الزيف والتزوير في المواضع المختلفة ، بالمقدار الذي يسمح به المجال.
فمن أجل ذلك نورد بعض النصوص المتوفرة لدينا وفق ما هي عليه في مصادرها.