فلا بد من الحكم على كل من مارس ذلك أنه قد دخل في دائرة الشرك ، وارتكاب المعاصي الكبيرة.
وهل يمكن لأحد أن يدين أعاظم الصحابة ، وينسبهم إلى الشرك والكفر ، بل هو يدين رسول الله «صلىاللهعليهوآله» نفسه ، الذي قبّل الحجر الأسود ، وتبرك بعلي «عليهالسلام» ، وسكت عن جميع الذين كانوا يمارسون التبرك بشعره ، وبوضوئه ، وبكثير من الأمور العائدة إليه (١) .. وقبل هذا الشرك منهم ، وأعانهم عليه ، حينما كان يوزع شعره عليهم في الحديبية ليتبركوا به؟!!
التبرك لا يختص بالأحياء :
قلنا إن التبرك معناه : طلب النماء والزيادة والخير بتقديم وسيلة يحبها الله تعالى ، فيستجيب للطالب من أجلها ، وأنبياء الله «عليهمالسلام» ، يحب الله تعالى أشخاصهم ، ويحب أيضا كل ما يتعلق بهم ، أو ينسب إليهم من آثار وغيرها ، فإذا جعلها الطالب وسيلته إلى الله سبحانه ، فإنه تعالى يتحفه بما طلب ، وينعم عليه بهباته ويخصه ببركاته ..
هذا .. ولا يختص الاستشفاء والتبرك بذات النبي أو الولي بصورة ما إذا
__________________
(١) الوسائل ج ٩ ص ٤٠٤ وتحفة الأحوذي ج ٣ ص ٥٠٧ وج ٥ ص ٣٧٣ والمعجم الأوسط ج ٥ ص ١٩١ ورياض الصالحين ص ١٣٩ والبيان في تفسير القرآن ص ٤٦٩ وسبل الهدى والرشاد ج ٨ ص ٤٦٤ و ٤٨٨ والمحاسن ج ٢ ص ٥٢١ وعن البحار ج ٦٣ ص ٢٣٠ وشرح مسلم ج ١٣ ص ٢٢٤ وعن فتح الباري ج ٩ ص ٤٣٢ وعن عون المعبود ج ١٠ ص ١٨٣ وصحيح ابن حبان ج ٤ ص ٢٠٧ وسير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٢١٢.