سألت أحمد بن حنبل في (١) السجن ، عن حديث يزيد بن هارون بسنده عن جابر أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا كتبت كتابا فترّبه ، فإنّه أنجح للحاجة» ، قال : هذا حديث منكر.
٨٣٥١ ـ أبو أحمد بن هارون الرشيد (٢)
قدم دمشق في صحبة ابن أخيه جعفر المتوكل بن المعتصم بن الرشيد مع من قدم معه من أهل بيته في سنة أربع وأربعين ومائتين.
حكى عن المأمون أخيه.
وسمع غناء عمّته عليّة بنت المهدي (٣) في شعرها ـ ويروى لأبي العتاهية (٤) :
ما لي أرى الأنصار (٥) لي جافية |
|
لم تلتفت منّي إلى ناحيه |
لا تنظر الناس إلى المبتلى |
|
وإنّما الناس مع العافية |
صحبي سلوا ربّكم العافيه |
|
فقد دهتني بعدكم داهيه |
صار مني بعدكم سيّدي |
|
فالعين من هجرانه باكيه |
قال محمّد بن القاسم بن بشار أنشدنا أبو الحسن بن البراء لجذيمة بن أبي علي النحوي ، يخاطب أبا أحمد بن الرشيد :
عجبت لقلبك كيف انقلب |
|
ومن طول حبّك لي لم ذهب |
وأعجب من ذا وذا أنّني |
|
أراك بعين الرّضى في الغضب |
وأذكر سالف أيّامنا |
|
فأبكي عليها دما منسكب |
وما كنت أوّل ذي هفوة |
|
وما كنت أوّل مولى عتب |
مات أبو أحمد بن الرشيد في رمضان سنة أربع وخمسين ومائتين (٦).
__________________
(١) في مختصر أبي شامة : عن ، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٢) جمهرة أنساب العرب ص ٢٣.
(٣) علية بنت المهدي أمها أم ولد ، مغنية يقال لها مكنونة ، وهي أخت الهادي وهارون الرشيد ، وكانت علية من أحسن الناس وأظرفهم تقول الشعر الجيد وتصوغ فيه الألحان الحسنة.
(٤) الأبيات في الأغاني ١٠ / ١٧٠ ونسبها أبو الفرج لأبي العتاهية ، ونقل عن ابن المعتز أنها لعليّة.
(٥) في الأغاني : الأبصار.
(٦) قال ابن حزم في الجمهرة أن أبا أحمد عمّر حتى أدرك المعتز.