روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سنان حديثا تقدم في حرف الذّال في ترجمة ذؤالة.
٨٦٠٧ ـ أبو صالح المتعبد
الذي ينسب إليه المسجد الذي خارج الباب الشرقي.
صحب أبا بكر بن سيد حمدويه ، وتأدب به ، وحكى عنه ، واسم أبي صالح مفلح بن عبد الله.
روى عنه الموحد بن إسحاق ابن البرّي ، وأبو الحسن علي القجّة ، قيّم المسجد ، وأبو بكر محمّد بن داود الدّينوري الدّقّي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي (١) ، أنبأ أبو سعد علي بن عبد الله بن الصادق الحيري ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن بالويه الشيرازي ، قال : سمعت الحسين بن أحمد الفارسي يقول : سمعت الدّقّي يقول :
سمعت أبا صالح الدمشقي يقول : كنت أدور في جبل اللّكام (٢) أطلب الزهاد والعبّاد ، فرأيت رجلا عليه مرقعة جالسا على حجر مطرقا إلى الأرض ، فقلت له : يا شيخ ما تصنع هاهنا؟ قال : أنظر وأرعى ، فقلت له : ما أرى بين يديك إلّا الحجارة ، فما الذي تنظر وترعى؟ قال : فتغيّر لونه ثم نظر إليّ مغضبا وقال : أنظر خواطر قلبي وأرعى أوامر ربي (٣) ، ويحقّ الذي أهظرك عليّ ألا جزت عني ، فقلت له : كلمني .... (٤) بشيء أنتفع به حتى أمضي ، فقال : من لزم الباب أثبت في الخدم ، ومن أكثر ذكر الذنوب أكثر الندم ، ومن استغنى بالله أمن العدم ، ثم تركني ومضى.
قال : وسمعت أبا صالح الدمشقي يقول : الدنيا حرام على القلوب ، حلال على النفوس ، لأن كلّ شيء يحلّ لك أن تنظر إليه بعين رأسك ، فيحرم عليك أن تنظر إليه بعين قلبك.
__________________
(١) الأصل : «الئروحركئي؟؟؟» تصحيف ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٦٩ / ب.
(٢) جبل اللكام : جبل مشرف على أنطاكية (معجم البلدان).
(٣) بالأصل : «أمري» والمثبت عن مختصر أبي شامة.
(٤) كلمة غير واضحة بالأصل ، وليست في مختصري ابن منظور وأبي شامة ، والكلام متصل فيهما ، والمعنى تام.