قال : وسمعته يقول : البدن لباس القلب ، والقلب لباس الفؤاد ، والفؤاد لباس الضمير ، والضمير لباس السر ، والسر لباس المعرفة.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم [و](١) أبو الوحش سبيع بن المسلم وغيرهما ، قالوا : ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن عبيد الله بن الحسن بن الوراق ، إجازة ، نا موحّد (٢) بن البرّي ، قال : حدّثنا أبو صالح ، قال :
أقمت ستة أيام ـ أو سبعة ـ لم آكل ولم أشرب ، ولحقني عطش عظيم ، فخرجت إلى النهر الذي من وراء المسجد ، فقعدت أنظر إلى الماء ؛ فخطر بقلبي قوله : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ)(٣) فذهب ما بي من العطش ، وانصرفت ، فأقمت تمام عشرة أيام.
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني ، أنبأ أبو بكر أحمد علي بن الحسين الطوسي ، أنبأ أبي أبو الحسن ، نا أبو سعد الماليني ، قال : سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الله بن المنتصر الأندلسي يقول : أخبرنا أبو الفرج الموحد بن إبراهيم بن إسحاق بن البرّي قال : قال لي أبو صالح مفلح بن عبد الله : أقمت أربعين يوما ما شربت ، فلمّا مضى أربعون يوما أخذ بيدي الشيخ أبو بكر محمّد بن سيد حمدويه ، وحملني إلى بيته فأخرج لي ماء وقال : اشرب ، فشربت فحكت لي امرأته أنّه قال لها : اشربي فضلة رجل له أربعون يوما ما شرب ماء ، قال أبو صالح : وما أطلع على تركي لشرب الماء أحد إلّا الله.
قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن محارب يقول : سمعت أبا الحسن علي المعروف بالقجّة القيّم يقول : كنت عند أبي صالح إذ جاءه رجل فانكبّ عليه وقبّل رأسه ، وقال : أيها الشيخ كان لي كيس فيه أربع مائة درهم ، وقد افتقدته ، ولم يفتح لي دكان فقال : امض إلى الجبّ توضأ للصلاة ، وصلّ ركعتين ، فإنّ الله يردّ عليك الكيس ، فمضى الرجل فتوضأ ودخل المسجد إلى الموضع الذي رسم له الشيخ وصلّى ركعة. ، فلمّا قام إلى الثانية قطع الصلاة ، ومضى يعدو ، فقال الشيخ : قد ردّ عليه الكيس إلّا أنه ما أتم الصلاة. فغاب ساعة ورجع ، فجاء إلى الشيخ فقبّل رأسه وقال : إلى الله ، وإليك
__________________
(١) زيادة لازمة.
(٢) بالأصل هنا : «عمر» وفي مختصر أبي شامة أيضا : «عمر».
(٣) سورة هود ، الآية : ٧.