٨ ـ إن الرواية المشار إليها قد ذكرت : أن المسلمين قد عادوا بسرعة من فرارهم ، بحيث لم يغيبوا عن ساحة المعركة إلا قدر حلب شاة ، مع أن الروايات قد تحدثت عن بلوغ المنهزمين في هزيمتهم مكة ..
كما أنه سيأتي حين الحديث : أن النصر قد تحقق على يد علي «عليهالسلام» دون سواه ، قولهم : فو الله ، ما رجعت راجعة للمسلمين حين هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتوفين عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
فإن صح ذلك ، فلا بد أن يكون المراد بها : أن الذين عادوا بسرعة هم طائفة الخزرج من الأنصار ، لا جميعهم وهو ما صرحت به نفس هذه الرواية ، التي نحن بصدد الحديث عنها ، حيث قالت : وتنادت الأنصار بينها : الكرة بعد الفرة ، يا للخزرج ، يا للخزرج ، فحطمونا ، الخ ..
ومن الواضح : أن الخزرج الذين حضروا المعركة قد لا يصل عددهم إلى بضع مئات. بل لعل المقصود هو : خصوص الثمانين أو المائة رجل ، الذين عادوا قبل انهزام المشركين بيسير.
٩ ـ أما الحديث عن إمداد الله تعالى بالملائكة ، فسيأتي عن قريب إن شاء الله تعالى ..
١٠ ـ وأخيرا .. فإن مراجعة ما كان النضير يحدث به نفسه ليقنعها بالإسلام ، يشير إلى : أنه إنما كان يعرض على نفسه أمورا دنيوية ومادية ، وليس من بينها أي شيء يمكن تصنيفه في عداد قناعات حكم بها عقله ، وقادته إليها فطرته ، فهو لم يتحدث مع نفسه عن فساد الشرك ، وسخافة عبادة الأحجار ، وصحة التوحيد ، ونفي الشريك. وما إلى ذلك ..
بل غاية جهده أن قال وهو مرعوب وخائف : «.. فقد رأيت عبرا ، وقد