قويم ، ومن عواطف ومشاعر نبيلة ، ومن سمات وصفات وميزات إنسانية ، لو حافظ عليها لسار في خط التكامل ، والإرتقاء ، حتى يصبح أفضل من الملائكة الأصفياء.
ولكن هذا الإنسان بسوء اختياره ، وبعمله الفاسد ، ورأيه الكاسد ، يشوّه صورته الباطنية ، من خلال العدوان على تلك الصفات والميزات الإنسانية وتشويهها ، وتبقى صورته الظاهرية ، التي يتعامل بها مع الآخرين على حالها ، فيظن الناس فيه الخير والصلاح ، والنجاح والفلاح ، مع أن الأمر ليس كذلك ، بل هو يضم جناحيه على طبيعة هي للحيوان أقرب منها للإنسان ، فهو يحمل طبع الذئب أو الخنزير ، أو السبع ، أو غير ذلك ، ولكن صورته صورة إنسان ..
ولأجل ذلك ، فإن دعاء النبي «صلىاللهعليهوآله» على المشركين بتشويه الوجوه ، هو الطلب إلى الله تعالى أن يفضح أمرهم ، ويظهرهم على حقيقتهم.
٢ ـ وقد يفهم هذا الدعاء : على معنى أن النبي «صلىاللهعليهوآله» يطلب من الله تعالى : أن يحول هذه الوجوه ، التي يظهر عليها الإستبشار والإبتهاج بانتصار الباطل على الحق ـ يحولها ـ إلى وجوه كالحة ، يشوهها الغيظ والخزي ، والذل والشنار بنصر الحق الإلهي على باطلهم الشيطاني ..
٣ ـ وقد يكون المقصود هو : تشويه وجوههم بعذاب النار في الآخرة على قاعدة : (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) (١).
__________________
(١) الآية ١٠٤ من سورة المؤمنون.