٤ ـ إن نفس الرواية قد أكدت كفر راويها ، فهو بنفسه قد أثبت الكفر لنفسه ، على لسان سيد الأنبياء والمرسلين «صلىاللهعليهوآله». حيث إنه ذكر أنه رأى خيلا بلقا (يقصد الملائكة الذين أنزلهم الله لنصرة نبيه) ، فقال له النبي «صلىاللهعليهوآله» : «يا شيبة ، إنه لا يراها إلا كافر».
وقد خاطب الله تعالى المسلمين بقوله : (وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها) (١).
وأما ما ادّعاه : من أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد ضرب بيده في صدره ، فصار أحب الناس إليه ، فهو لا يعدو كونه ممن يريد أن يجر النار إلى قرصه ، ليدفع التهمة عن نفسه.
وفي جميع الأحوال نقول :
إن من يعترف على نفسه بالكفر ، وينقل لنا شهادة النبي الأعظم «صلىاللهعليهوآله» بذلك عليه ، كيف يمكن أن يكون مأمونا فيما ينقله ، ولا سيما إذا خالفه فيه سائر الصحابة الذين حضروا تلك المشاهد؟!
٥ ـ إن الراوي الذي حاول أن يخلط الأمور والقضايا ، ويحشر اسم عمر في الرواية ويجعله آخذا بلجام البغلة ، ويجعل العباس ممسكا بثفرها. لم يوضح لنا عن أي ساعات القتال يتحدث .. كما أنه لم يذكر شيئا عن الهزيمة التي مني بها المسلمون .. وهذا سياق غريب ، لا يتردد أحد يقف عليه ، ويقارن بينه وبين سواه ، في الحكم بأنه مسوق للتضليل والتعمية ، وتضييع الحقيقة على طالبها.
٦ ـ وأخيرا .. ما هذا التحول الذي حصل في قلب شيبة؟! وكيف
__________________
(١) الآية ٢٦ من سورة التوبة.