غير أننا نكتفي هنا بالإلماح إلى ما يلي :
أولا : إن المشركين كانوا يعدون بالألوف ، إن لم نقل بعشرات الألوف .. ومجموع من قتل منهم كان حوالي مائة ، كما تقدم ، وسيأتي .. وأكثر قتلى المشركين قتلوا على يد علي «عليهالسلام» ، فإنه «عليهالسلام» بعد قتل أبي جرول قتل أربعين رجلا ، ولا ندري كم قتل قبل ذلك .. وقد كان قتل أبي جرول ـ حسبما تقدم ـ هو السبب في كسر شوكة المشركين ، وفي هزيمتهم.
ولو أردنا تصديق ما زعموه : من أن أبا طلحة قتل عشرين رجلا من المشركين ، وحصل على سلبهم ، وأضفنا إلى ذلك الأسير الذي قتله عمر بن الخطاب ، والأسير الذي قتله أم عمارة والرجل الذي زعموا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قتله .. وأضفنا إلى ذلك المرأة التي قتلها خالد ، والذراري الذين قتلوا من دون مبرر ، فلا يبقى سوى قلة قليلة جدا لا تستحق هذه المبالغات ، التي يتخيل سامعها أن المسلمين قد حصدوا مئات من المشركين في فورة حنقهم ..
وفي جميع الأحوال يبقى السؤال قائما : أين أمعن المسلمون في قتل رجال المشركين؟! وما هي حصيلة هذا الإمعان سوى ما ذكرناه؟!.
ثانيا : إذا كان المسلمون عشرة آلاف ، أو اثنا عشر ألفا ، ويقابلهم ضعف أو أضعاف عددهم من المشركين ، قيل : أربعة وعشرون ، بل ثلاثون ألفا ، فلا بد أن نتوقع سقوط عدد من القتلى يتناسب مع عدد الجيشين ، ولو بأن يقتل واحد من كل عشرة من المشركين ، وواحد من كل مائة من المسلمين ..