ابن خلف بن المرزبان أخبرني أحمد بن منصور. قال : أهدى بعض العمال إلى دعبل ابن عليّ برذونا ، فوجده زمنا فرده ، وكتب إليه :
وأهديته زمنا فانيا |
|
فلا للركوب ولا للثمن |
حملت على زمن شاعرا |
|
فسوف تكافا بشعر زمن |
وقال محمّد بن خلف أخبرني عبد الرّحمن بن حبيب. قال : قدم صديق لدعبل من الحج ، فوعده أن يهدي له نعلا فأبطأت عليه ، فكتب إليه :
وعدت النعل ثم صدفت عنها |
|
كأنك تبتغي شتما وقذفا |
فإن لم تهد لي نعلا فكنها |
|
إذا أعجمت بعد النون حرفا |
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي حدّثنا عمر بن أحمد بن يوسف الوكيل حدّثني محمّد بن القاسم المعروف بابن أخي السوس. قال قال أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الخزاعيّ : ولد دعبل سنة ثمان وأربعين ومائة ، ومات سنة ست وأربعين ومائتين ـ بالطّيّب ـ فعاش سبعا وتسعين سنة وشهورا من سنة ثمان ، ويكنى أبا علي واسمه عبد الرّحمن بن عليّ ، وإنما لقبته دايته لدعابة كانت فيه ، فأرادت ذعبلا فقلبت الذال دالا.
شاعر قدم بغداد ، وكان جده الرّبيع بن زياد أيضا شاعرا ومعدودا في الفرسان ، قتل في زمان عثمان بن عفان. ويقال له فارس العرادة.
قرأت في كتاب أبي عبيد الله المرزبانيّ ـ بخطه ـ وحدّثني عليّ بن المحسن عنه. قال : أبو زهير الكلبي اسمه دعجة بن خنبس أحد بني تويل بن عدي بن جناب الكلبي ، أعرابي قدم بغداد واتصل بآل زياد بن عبيد الله الحارثي ومدحهم فلم يحمدهم ، وهو القائل :
تجاورنا ليالي صالحات |
|
قليلا ثم إن الشعب شاعا |
ألا يا ليت قومكم وقومي |
|
عدي فتعاور القوم القراعا |
فإن أخذوا عليكم كنت عونا |
|
لأهلك لن أضيع ولن أضاعا |
إذا أذنبت أو أفضعت أمرا |
|
أمرت بطيه فمضى ضياعا |