كتب إلى أبو الفرج محمّد بن إدريس الموصليّ. وحدّثني بذلك أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي عنه قال حدّثنا المظفر بن محمّد الطوسي قال حدّثنا أبو زكريّا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ. قال : رباح بن الجرّاح العبدي ويكنى ابا الوليد ، كان يحفظ الرقائق وكلام الزهاد وكان شيخا خاشعا صالحا ، وكتب عنه يحيى بن معين ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وغيرهما من العراقيين ، وكان له هناك قدر ومنزلة. توفى سنة نيف وأربعين ومائتين.
قدم بغداد وحدّث بها عن أحمد بن محمّد بن سليمان بن أبي أيّوب المالكيّ ، وأحمد بن الحسين المعروف بشعبة ، وأبي إسحاق الهجيمي ، ومحمّد بن محمّد بن بكر الهزاني البصريّين حدّثنا عنه القاضيان أبو عبد الله الصّيمريّ ، وأبو القاسم التّنوخيّ.
وذكر لي التّنوخيّ أنه سمع منه ببغداد في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
سألت يوسف بن رباح عن وفاة أبيه فقال : مات في سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
قلت : وأحسب أنه مات بالبصرة.
كان يسكن نهر القلاءين ، وله هناك مسجد معروف به ينسب إليه ، كان يقرئ فيه ويحدث عن الليث بن سعد ، وسلام بن المنذر ، وإسماعيل بن يحيى التّيميّ ، وهارون بن أبي عيسى الشامي. روى عنه أبو عبد الله محمّد بن سعد كاتب الواقدي وأبو يحيى صاعقة ، وأحمد بن يوسف التغلبي ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ وكان ثقة.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا أحمد بن يوسف التغلبي ـ صاحب أبي عبيد ـ حدّثنا رويم ـ وهو ابن يزيد المقرئ ـ حدّثنا ليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال حدّثني أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا أخصبت الأرض فانزلوا عن ظهركم ، فأعطوه حقه من الكلأ ، وإذا أجدبت الأرض فامضوا عليها بنقبها وعليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل (١).
__________________
٤٥٣٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٤٥.
((١)) انظر الحديث في : سنن أبى داود ٢٥٧١. ومسند أحمد ٣ / ٣٨٢. والسنن الكبرى ٥ / ٢٥٦. والمستدرك ١ / ٤٤٥ ، ٢ / ١١٤. وفتح الباري ٧ / ٢.