شئتما عذبتكما في الدّنيا ، فإذا كان يوم القيامة رددتكما إلى ما كنتما عليه. فقال أحدهما لصاحبه إن عذاب الدّنيا ينقطع ويزول. فاختارا عذاب الدّنيا على عذاب الآخرة ، فأوحى الله إليهما أن ائتيا بابل فانطلقا إلى بابل فخسف بهما ، فهما منكوسان بين السماء والأرض معذبان إلى يوم القيامة (١)».
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن سنيد بن داود فقال : لم يكن بذاك ، كان ينزل الثغر.
حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائي ، أخبرني أبي. قال : الحسين بن داود ـ يعني : سنيدا ـ ليس بثقة.
قلت : لا أعلم أي شيء غمصوا على سنيد ، وقد رأيت الأكابر من أهل العلم رووا عنه ، واحتجوا به ، ولم أسمع عنهم فيه إلا الخير. وقد كان سنيد له معرفة بالحديث ، وضبط له ، فالله أعلم.
وذكره أبو حاتم الرّازيّ في جملة شيوخه الذين روى عنهم وقال : بغدادي صدوق.
سكن نيسابور وحدّث عن الفضيل بن عياض ، وعبد الله بن المبارك ، وأبي بكر بن عياش ، وشقيق البلخيّ والنّضر بن شميل ، ومكي بن إبراهيم ، وعبد الرّزّاق بن همّام ، ويزيد بن هارون ، وأبي هدبة إبراهيم بن هدبة. روى عنه غير واحد من الخراسانيين ، قدم بغداد وحدّث بها. فروى عنه من أهلها محمّد بن العبّاس بن شجاع ، وعليّ بن محمّد بن عبيد الحافظ ، وعبد الله بن إبراهيم بن هرثمة ، وأبو بكر الشّافعيّ. ولم يكن الحسين بن داود ثقة ، فإنه روى نسخة عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أكثرها موضوع ، وروى أيضا عن مكي بن إبراهيم عن أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله بن عمّار ستة أحاديث.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، أخبرنا أبو بكر محمّد ابن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا الحسين بن داود البلخيّ ، حدّثنا شقيق بن
__________________
(١) ٤٠٩٩ ـ انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ١٨٦. واللآلئ المصنوعة ١ / ٨٢. وميزان الاعتدال ٣٥٦٧. والدر المنثور ١ / ٩٧.