فأمر لهما بثلاثين ألفا ، فجيء بالمال فألقى بينهما ، فأخذ كل واحد منهما بدرة وصدعا الأخرى فأخذ هذا نصفا وهذا نصفا ، ولم يحفظ ما قال المؤمل.
كان من أهل الفضل ، والتقدم في العلم ، وله عن يحيى كتاب غزير الفائدة. روى عنه ابنه عليّ بن الحسين ذلك الكتاب عن أبيه وجادة.
والحسين بن حبّان قديم الموت توفي فيما ذكر ابنه سنة اثنتين وثلاثين ومائتين بالعسيلة(١). وهو ذاهب إلى الحج ، وذلك قبل وفاة يحيى بن معين بسنة.
مروزي قدم بغداد حاجّا ، وحدّث بها عن : عبد العزيز بن أبي حازم ، وعبد الله بن المبارك ، والفضل بن موسى السيناني ، وأوس بن عبد الله بن بريدة الأسلميّ. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، ومسلم بن الحجّاج النّيسابوري ، وأحمد بن عليّ الأبّار ، وإسحاق بن بنان الأنماطيّ ، وأبو القاسم البغويّ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد.
أخبرنا عليّ بن أبي علي ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن الفضل البيع ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا أبو عمّار الحسين بن حريث ـ قدم علينا للحج سنة ثلاث وأربعين ومائتين ـ.
أخبرني محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمداني ـ بأطرابلس ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل الخشّاب ـ بمصر ـ حدّثنا أبو عبد الله النّسائيّ. قال : الحسين بن حريث ، مروزي ثقة.
قرأت على البرقانيّ عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : مات أبو عمّار الحسين بن حريث مولى بني سعد بقصر اللصوص منصرفه من الحج سنة أربع وأربعين ومائتين.
__________________
(١) ٤٠٨٧ ـ العسيلة : ماء لبنى أسد في جبل القنان بأعلى نجد ، شرقى سميراء (المعجم).
٤٠٨٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٣٠٣ (٦ / ٣٥٨). التاريخ الكبير ٢ / ت ٢٨٩١. والكتى لمسلم ، الورقة ٧٧. والجرح والتعديل ٣ / ت ٢٢٥. وثقات ابن حبان ، الورقة ٩٢. وأسماء الدارقطني ـ