وأمنعه.
فقال : « يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم ، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت ».
فقال له ابن الحنفية : فان خفت ذلك فصر إلى اليمن (١٧٤) أو بعض نواحي البر ، فإنك أمنع الناس به ، ولا يقدر عليك أحد.
فقال : « أنظر فيما قلت ».
فلما كان السحر ارتحل الحسين عليهالسلام ، فبلغ ذلك ابن الحنفية ، فأتاه ، فأخذ زمام ناقته وقد ركبها فقال : ياأخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟
فقال : « بلى ».
قال : فما حداك على الخروج عاجلاً؟
فقال : « أتاني رسول الله صلىاللهعليهوآله بعدما فارقتك ، فقال : يا حسين ، أخرج ، فإن الله قد شاء أن يراك قتيلاً ».
فقال محمد بن الحنفية : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟
قال : فقال له : « قد قال لي : إن (١٧٥) الله قد شاء أن يراهن سبايا » ، وسلم عليه ومضى (١٧٦).
__________________
(١٧٤) بالتحريك ، وهي بين عمان إلى نجران ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن.
معجم البلدان ٥ / ٤٤٧.
(١٧٥) ب : قال فقال إن.
(١٧٦) من قوله : ورويت بالإسناد عن محمد بن داود ... إلى هنا لم يرد في نسخة ر ، وورد في نسخة ب.ع.
وجاء في نسخة ع بعد قوله : وسلم عليه ومضى :