واحسيناه واضيعتاه بعدك يا أبا عبدالله.
قال : فعزاها الحسين عليهالسلام وقال لها : « يا أختاه تعزي بعزاء الله ، فإن سكان السموات يموتون ، وأهل الأرض لا يبقون ، وجميع البرية يهلكون ».
ثم قال : « يا أختاه يا أم كلثوم ، وأنت يا زينب ، وأنت يا رقية (٢٢٢) ، وأنت يا فاطمة (٢٢٣) ، وأنت يا رباب (٢٢٤) ، أنظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيباً ولا تخمشن علي وجهاً ولا تقلن علي هجراً ».
وروي من طريق آخر : أن زينب لما سمعت الأبيات ـ وكانت في موضع منفرد عنه مع النساء والبنات ـ خرجت حاسرة تجر ثوبها ، حتى وقفت عليه وقالت :
__________________
عند المؤرخين بينهما وبين أختها زينب الكبرى ، لاتحادهما في الكنية.
راجع من مصادر ترجمتها : أجوبة المسائل السروية : ٢٢٦ ، الاستغاثة : ٩٠ ، الاستيعاب ٤ / ٤٩٠ ، أسد الغابة ٥ / ٦١٤ ، أعلام النساء المؤمنات : ١٨١ ـ ٢٢٠ ، وذكر فيه الكثير من مصادر ترجمتها.
(٢٢٢) لم يذكرها المؤرخون ، وذكرها السيد الأمين في الأعيان ٧ / ٣٤ قائلا : ينسب لها قبر ومشهد مزور بمحلة العمارة من دمشق ، الله أعلم بصحته ، جدده الميرزا علي أصغر خان وزير الصدارة في ايران عام ١٣٢٣هـ ...
(٢٢٣) فاطمة بنت الإمام الحسين عليهالسلام ، تابعية من روايات الحديث ، روت عن جدتها فاطمة مرسلاً وعن أبيها ، حملت إلى الشام مع أختها سكينة وعمتها زينب وأم كلثوم ، قيل : عادت إلى المدينة فتزوجها ابن عمها الحسن بن الحسن بن علي ، ومات عنها فتزوجها عبدالله بن عمرو بن عثمان ، ومات فأبت الزواج إلى أن توفيت سنة ١١٠ هـ.
الطبقات ٨ / ٣٤٧ ، مقاتل الطالبيين : ١١٩ و ١٢٠ و ٢٠٢ و ٢٣٧ ، الأعلام ٥ / ١٣٠.
(٢٢٤) الرباب بنت امرئ القيس بن عدي ، زوجة الحسين السبط الشهيد ، كانت معه في وقعة كربلاء ، وبعد استشهاده جيء بها مع السبايا إلى الشام ، ثم عادت إلى المدينة ، فخطبها الأشراف ، فأبت ، وبقيت بعد الحسين سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمداً ، وكانت شاعرة لها رثاء في الحسين عليهالسلام.
المحبر ٣ / ١٣ ، أعلام النساء ١ / ٣٧٨ ، الأعلام النساء ١ / ٣٧٨ ، الأعلام ١ / ٣٧٨.