أتبكون وتنتحبون؟! إي والله فأبكوا كثيراً ، واضحكوا قليلاً ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها (١٨) ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً ، وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ، ومعدن الرسالة ، وسيد (١٩) شاب أهل الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفرغ نازلتكم ، ومنار (٢٠) حجتكم ، ومدرة سنتكم.
ألاساء ما تزرون ، وبعداً لكم سحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبت الأ يدي ، وخسرت الصفقة ن وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
ويلكم يا أهل الكوفة ، أتدرون (٢١) أي كبد لرسول الله فريتم؟! وأي كريمة له أبرزتم؟! وأي دم له سفكتم؟! وأي حرمة له انتهكتم؟! لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء (٢٢).
وفي بعضها : خرقاء شوهاء ، كطلاع الأرض وملاء السماء.
أفعجبتم أن مطرت (٢٣) السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون ، فلا يستخفنكم المهل ، فانه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثار ، وإن ربكم لبالمرصاد.
قال الراوي (٢٤) : فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم.
__________________
(١٨) ب : وسنآنها.
(١٩) ب : خاتم الأنبياء وسيد.
(٢٠) ر : ومعاذ.
(٢١) ر : ويلكم أتدرون يا أهل الكوفة.
(٢٢) ر : عنقاء سواآء فقماء ناداء.
(٢٣) ب : قطرت.
(٢٤) الراوي ، من ع.