أيها القوم (١٩٦) ، إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة ، وثلمة في الاسلام عظيمة : قتل أبو عبد الله عليهالسلام وعترته ، وسبي نساؤه وصبيته ، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان ، وهذه الرزية التي لا مثلها (١٩٧) رزية.
أيها الناس ، فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله؟! (١٩٨) أم أية عين منكم تحبس دمعها وتضن عن انهمالها؟!
فلقد بكت السبع الشداد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها ، والسموات بأركانها ، والأرض بأرجائها ، والأشجار بأغصانها ، والحيتان في لجج (١٩٩) البحار ، والملائكة المقربون وأهل السموات أجمعون.
أيها الناس ، أي قلب لا ينصدع (٢٠٠) لقتله؟! أم أي فؤاد لا يحن إليه؟! أم أي سمع يسمع (٢٠١) هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام ولا يصم؟!
أيها الناس ، أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار ، كأننا أولاد ترك أو كابل (٢٠٢) ، من غير جرم اجترمناه ، ولا مكروه ارتكبناه ، ولا ثلمة في الاسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ، إن هذا إلا اختلاق.
والله ، لو أن النبي صلىاللهعليهوآله تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصاية (٢٠٣) بنا لما
__________________
(١٩٦) ب : الناس.
(١٩٧) ر : ما مثلها.
(١٩٨) جاء في ع بعد هذه العبارة : أم أي فؤاد لا يحزن من أجله.
(١٩٩) ب. ع : ولجج.
(٢٠٠) ر : لا يتصدع.
(٢٠١) ر : سمع.
(٢٠٢) ر : أيها الناس أصبحنا مشردين مذودين شاسعين على الأمصار ..... ب. ع : أيها الناس أصبحنا مطرودين مشردين مذودين وشاسعين عن الأمصار كأنا أولاد ترك وكابل.
(٢٠٣) كذا في ع. وفي ر : الوصاة. وفي ب : الوصاءة.