ـ ولا سيّما في قسم المعاملات ، والمستفادة من النمط السنّي ـ مورد عناية وتوجّه أهل الفنّ والاختصاص ، والتي طبّقها على المتن الشيعي بشكل رائع من حيث الأساس والقواعد والاُصول والمباني.
وشهيدنا الأوّل ، شمس الدين محمّد بن مكّي العاملي ، وبفضل نبوغه الذاتي ومؤهّلاته الفريدة ، استطاع أن ينقّح الاُصول والقواعد الأساسية للفقه الشيعي ، مجسّداً ذلك على متونه بشكل عملي قلّ نظيره ، وبخطواته الهائلة ـ التي حقّقها بجهوده العملاقة ـ تمكّن من أن يحدث فيه انقلاباً وتحوّلاً مصيرياً ، مانحاً إيّاه شخصيته الحقيقية وهويّته المستقلّة.
إنّ طرح الشهيد للتفريعات التحقيقية والفقهية القيّمة ذات الطابع الابتكاري الحديث ، وبسطه الفقه الشيعي وفتحه آفاقاً جديدةً له ، أكسبه حلّة بهيّةً وذوقاً رفيعاً ومكانةً شامخةً ، تجلّت بأنصع الصور وأروعها ، فغدت «الألفية» و «النفلية» و «القواعد والفوائد» و «الدروس» و «الذكرى» و «غاية المراد» و «اللمعة الدمشقية» وغيرها ، من مصادر الفقه الشيعي ومراجعه المهمّة ، التي تعكس بكلّ وضوح هيبة مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة بأرقى خصائصها ومميّزاتها.
وللمكانة التي نالها دور الشهيد وفكره الوقّاد ، فقد سار على دربه وتبع نهجه فقهاء الطائفة وأساطينها ، وذلك زهاء ما يقارب القرن والنصف ، وهم وإن طرحوا في آثارهم ومؤلّفاتهم بعض المباني الجديدة والآراء المبتكرة ، إلاّ أنّ السمة البارزة عليها بيان أفكاره وشرح نظرياته وآرائه.
ومن أبرز هؤلاء الفقهاء :