وتبنّى محمود أرگون النظريّات الاجتماعيّة ـ التاريخيّة والسيمياء في معالجة النص ، ممّا يسمح بإعادة تأطيرها ومتابعة تطوّراتها. ورفض في الوقت ذاته المنهجيّة الفللوجيّة ـ التاريخيّة معتبراً إيّاها «وصفيّة سكونيّة دونما طرح الإشكاليّات العامّة». انبثاقاً من ذلك فهو يرفع بيرق العمل بإركيولوجيا العلوم الإنسانيّة ; كونها تتجاوز المثاليّة الشائعة.
وهذه المنهجيّات تتيح للناقد فتح مساحات كانت شبه محرّمة على المنقّبين والباحثين والمختصّين ، بالأخصّ العقائديّة منها. إنّه بذلك يزحزح ما كان قارّاً غير مفكَّر أو يستحيل الخوض في مقدّساته.
ويعتقد أرگون ضرورة العمل بأساليب «مدرسة الحوليّات» التي أضاف روّادها العلوم الإنسانيّة إلى ميدان التاريخ والمؤرّخين ، ممّا أطلق عنان المؤرّخ وفتح أمامه سبلاً أوسع نحو أداء فنّ التحليل التاريخي. ويُعتقد أنّ سرّ نجاحها يكمن في اعتمادها ابتسمولوجيا تاريخيّة «تطرح فرضيّات جديدة وتضعها على محكّ الواقع لمعرفة مدى صدقها أو كذبها» حتى لا تبقى الحقائق محتمية بغطاء دوغمائي ، ولا مطليّة بتوجّه ايديولوجي بعيد عن مراقبة العقل النقدي.
ويرى طه عبدالرحمن : «أنّ كلّ تقويم للنصّ التراثي هو عبارة عن عمليّة نقدية مبناها أساساً على الاعتراض على هذا النصّ بالمناهج المشروعة حتى يتبيّن كيف تستند وسائله أو مضامينه إلى أدلّة مقبولة» لذا فهو يدعم كلّ توجّه فكراني في هذا الإطار ، ويأخذ بآلية العلوم التي