القدسيّ الطاهر ، التي دونها كلّ شيء ، فلا غرو أنّها بمثابة المقام المحمود ، إن لم يكن التغاير بينهما مفهوميّاً ليس إلاّ ، ولا مندوحة إن هي ـ الطمأنينة ـ استلّتني من براثن القلق والحيرة والجهل والخشية محلّقةً بي صوب آفاق الراحة والحسم والمعرفة والرجاء.
ورغم أنّي ـ بحكم اعتقادي ـ أرى في الحبّ المعهود صكّ الضمان ووثيقة الأمان لكنّ هذا لا يعني بأيّ حال من الأحوال ترك النقد الذاتي بمعنييه الضيّق والواسع ; إنبعاثاً من مبدأ : «كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا».
ثم في مقام النقد ، ليس الضابط والميزان والملاك أن أكون أسداً على غيري ونعامةً على ذاتي ، إنّما المحرار في أن أقطف ثمار العمر وتعب السنين لمّا استأسدُ على ذاتي وأستنعمُ على غيري ، كلاًّ بالتي هي أحسن.
إذن عليّ نفسي ، اُعالجها واُصلح ما فسد من دينها ودنياها ، فإن صلحت صلح المجتمع والاُمّة ، وإلاّ فدونهما خرط القتاد.
فلابدّ لي قبل القول والفعل والتقرير أن أحسم أمري مع ذاتي وما في أروقتها من منعطفات وعثرات ثم التحليق في فضاءات الغير وتسجيل الملاحظات وضبط الاستنتاجات.
اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي إنّ النفس لأمّارةٌ بالسوء إلاّ ما رحم ربّي.