بكلاكل الغفلة والذنوب العظام ، معجونةً بدموع الآه والخشية والآلام ..
فحينما لا يخشع القلب ولا يُسمَع الدعاء ولا تشبع النفس ولا ينفع العلم ، حينما أحسد وأخون وأكذب وأغتاب واُنافق وأغضب واُجافي وأرتدي لباس الحرباء وأتزلّف واُ أدّي دور الببغاء ، حينما أضيع بتوافه الدنيا وهموم الرغبة وأفتقد شوق القرب ولذّة التنسّك وسط هشاشة الاعتقاد وضعف الإيمان والتقاعس عن الوظائف والمهام .. لاعجب أن تجدني أتجرّأ العُتبى على الربّ الغفور الرحيم ، عتبىً قادني إليها كبري وغروري اللعين ، غافلاً متناسياً ما جنيتُ على نفسي من سوء تدبيري وجهالتي الألعنين.
هذه حقيقة ذاتي المعذّبة العالقة في مستنقع الشهوة والخوف لا يواسيها سوى بصيص الرجاء ، رجاء الخلاص بفعل الحبّ الذي ليس عليه أيّ غبار ، حبّ العترة الطاهرة الأبرار.
لطالما وجدتُ أنّي عبءٌ على نفسي وعلى غيري فلم أعد أتحمّل عبء النوم وعبء الاستيقاظ ، وجدتُ أنّي رغم طول تضرّعي وابتهالي أجهل : من أين ، في أين ، إلى أين .. فأغرق في حزني وتثخن جراحاتي .. ثم يعود ذاك الحبّ ليرسم البسمة على شفاهي البائسة ، فصار لي هو الأمل كلّ الأمل في أن أشفى وأبرأ من أسقامي وطعنات الصميم الدامي .. في أن أبلغ مرابع الأمان ومراتع الاطمئنان ورياض الجنان.
ما أروع وأجمل الظفر بتلك الطمأنينة الراشحة من ذاك الحبّ