على غيرها .. هل قادني الحبّ إلى برّ السكينة وسواحل الأمان أم قدتّه أنا إلى حيث أودية رغبتي وكهوف شروري؟
أيُّ مخلوق أنا ، أيُّ مخلوق أنا الذي لم يعرف نفسه لكنّه يكابر زوراً بمعرفة غيره ، بمعرفة ربّه .. أيّ مخلوق أنا الذي خالطتُ الصدق بالكذب والحبّ بالكره والحقيقة بالوهم والجوهر بالقشر ... إلاّ أنّي لازلت أطمح أن يحشرني الله في زمرة الصالحين!
أشعر أحياناً بأ نّي لستُ سوى ظاهرة بل سوى سراب لا يستحقّ البقاء ; من سوء عملي وفعالي ودوام تفريطي وجهالتي.
وأحياناً اُخرى أشتاق إلى الخير ، إلى النور ، إليه حيث ألمس رأفته وعطفه وحنانه.
ما بين هذه وتلك أغفو وأصحو ونداء السماء يهزّ كياني (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) فإليك يا ربّي نصبت وجهي ... فبعزّتك استجب لي دعائي وبلّغني مُناي.