ضيّعتها بسبب تمرّدي وضلالي ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، الفطرة التي تعني «الإنسانيّة» بكلّ ما للعنوان من إطار ومحتوى ومفهوم ... فالفطرة تجرّني صوبها لكنّي اُكابر إثر ضياعي بغروري وشهوتي واستبدادي وضعفي وذلّتي وركوعي لكلّ ما يغويني ويضلّني.
إنّني حيث أحيا هذا الألم والمعاناة وتأنيب الضمير ، فلعلّها خطوة بالاتّجاه الصحيح ، تتبعها خطوات وخطوات مع معاناة وآلام أكثر وأكثر كي أبلغ ما اُريد فأستعيد إنسانيتي وفطرتي ..
ولا أصْدَقَ من النفس مع ذاتها ، ففي خلوات الروح وحينما يرخي الليل سدوله ويحكم السكون وتنام الأعين تنعقد الأحوال التي يستيقظ بها القلب وينهض الشعور ويرشح العقل ، فإن توفّرت الإرادة الحقيقيّة تجد الصراع بين الذات الأصيلة والمزيّفة على غاية من الجدّ والتنافسيّة ، إنّه صراع الخير والشرّ ، الهداية والضلال ، إنّها لحظات تقرير المصير ، لحظات انتخاب المسير : إمّا شاكراً وإمّا كفوراً.