مبسّط ; إذ «إنّ من البيان لسحر» .. بالحكمة والموعظة الحسنة ، فإنّهما يقلبان العداء ودّاً والبغض حبّاً والبلقع مرتعاً.
علينا ترجمة عنوان «الجذب أولى من الطرد» إلى ممارسة حقيقيّة ، لا كما تفرضه المصالح والمنافع ، فبمجرّد خلاف واختلاف ـ ناهيك عن الصراع ومراتبه العليا ـ نُركِنُ هذا المفهوم جانباً ونشرع بالحذف والنفي ، فنخسر كوادرنا ونخسر قيمنا وأخلاقنا لأجل منافعنا واستبدادنا وهيمنتنا التي لن تدوم أبداً ، وقد قيل قديماً : الملك مع الظلم لا يدوم ، وما لا يتحقّق بالعنف يتحقّق بالرفق.
ولقد أدانت كلّ الأديان السماويّة والمذاهب الوضعيّة «المنّة» وبيّنت مساوئها وآثارها الوخيمة ، إنّها تمثّل تراجعاً أخلاقيّاً وشوكةً خطرةً في خاصرة الوجود الإنساني ، بإمكانها تضييع العديد من الجهود وفقدان الطاقات ، فهي مؤشّر تخلّف يجدر بنا الحدّ من انتشارها والتحذير من عواقبها السيّئة ثم التخلّص منها بالوعي والإيمان.
على هذا النسق والفكر والشعور والاعتقاد أودّ أن أكون حاضراً ، وبهذه المحاور أودّ الانتشار ، ولا سبيل عندي للكشف والبيان أنجع وأفضل من الكتابة ، ولو كنت أجيد سواها لفعلت. وهذا لا يعني بأ نّي أجيد الكتابة بالشكل المطلوب ولكن ما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه.