لهفي أن تأتي كي تسمع همسي ، ليتها ... يا لوعة فؤادي ، حصاد عمري ، بؤرة حنيني ، همّ سنيني ، عناء أيّامي ، شمس حياتي ، ضياء دروبي ، شامخ أفكاري ، شكواي وعتابي ، خوفي وانتظاري.
إليّ إليّ يا أملاً محبوساً بزنزانة يأسي وقنوطي ، يا صغيرتي الكبيرة ، يامن أجد فيك أشيائي الكثيرة ، ما عدت اُطيق غروب محيّاك الأبلج ، فأنا إليك ضمآن أحوج.
يا حياتي في موتي ، يا هنائي وراحتي ، يا أنيسي في وحشتي ، ياوطني في غربتي ، يا ملاذي في وحدتي ، يا كهفي في عرائي ، يا ملجأي في تسكّعي ، يا دمعتي في لوعتي ، يا بسمتي في فرحتي ، يا هويّتي في اُمّتي ، يا عرسي في رقصتي ، يا فجوتي في خلوتي ...
إليّ إليّ لأنعم بما ترقّبته كلّ الخمسين ، بالعشق الذي نذرت له كلّ الخمسين ، يا أجمل أطيافي وأعمق مكتوباتي وألذّ آمالي ، يا أملاً قضّ مضجعي وأرّق جفوني ، وأدمى قلبي ، أأنتِ خيطُ دخان أم سراب حسبته ماءً أنا الضمآن ، إلامَ أقرأ هذي العيون وتلك الوجوه ، إلامَ أنتظر وأرقب الدروب ، إلامَ يتعذّب قلبي الملهوف.
عظيم خشيتي ألاّ تأتين ، أو تأتين فلا ننعم بالسعد الذي رجوناه كلّ السنين ، فأقول لك حينها : حيّاك القلب وأعماقي واشتاق العمر للقياكِ ولكن فات الوقت ونامت آمالي ، فنامي يا حلوتي نامي ، نامي على صدري الضامي علّكِ توقظين بعضاً من آمالي.