المرضيّة ، لا النفس الخائفة المتردّدة المختبئة خلف القشور الورقيّة ، لا النفس التي اخترقتها الهواجس في كلّ أروقة ومرافق حياتها ومناهجها وأدواتها ، فراحت تساوم على كلّ شيء مع كلّ أحد طبق مخاوفها المنبعثة من إيمانها الورقي الفضّ ، فليس الملاك ملاك الصراخ بالقيم والمفاهيم الصحيحة المنطلق من سكون العقل وسكوته ، بل الملاك ملاك الوقار والتؤدّة المنطلقين من هيجان العقل ووعيه الناطق ، العقل الدافق بكلّ ما هو معرفي ضارب في الأعماق ، العقل الذي يأبى السكون والاستقرار كنظام استاتيكي ، إنّه الحركة الدائمة الدؤوبة.