على أرض الواقع لا ندري هل هو الوجود الإمكاني أم الافتراضي.
أقول : هذا ما وصلني من صديق ، حقّاً من صديق.
ويقول الآخر : نعم ، أنا أيضاً أخلصت وبذلت حشاشة قلبي وعصارة عقلي فكان جزائي أن اُصنَّف تصنيفاً ثانويّاً ; سبب ذلك ـ باعتقادي ـ أنّي لا اُجيد مناهج الببغائيّة والحربائيّة والتزلفيّة والصنميّة ونظائرها ... رغم أنّي لم أألُ جهداً ولم أدّخر طاقةً ولم أبخل بشيء بإمكانه أن يساهم في رفع شأن الدين والمذهب والقيم الحقّة ...
قسماً بالله! فلقد كان حماساً واندفاعاً دؤوباً لا نظير له ، ولم نكن نبالي إلاّ بتقديم الأفضل والأتقن والأدقّ رغم كلّ شيء.
أعترف باُفول ذاك الحماس وضمور ذاك الاندفاع ; إذ تغيّرت البلاد ومن عليها ، ولقد فرض المكان والزمان شروطهما ، وتدخّلت الرغبات الذاتيّة أكثر وأكثر لتفرض ملاكات متفاوتة ومختلفة عن ذي قبل ، وأخذ صراع الحلقات بُعداً مصداقيّاً ، وازداد دور الشأنيّة ، وطغت المظاهر على المحتوى ، وصار الانقياد التامّ والطاعة العمياء التصنّعيّان ميزان الإخلاص والولاء ... ناهيك عن بعض المصادرات وفضاء المنّة وخشونة التعامل وطغيان الاُسريّة ولوازمها والثراء الملحوظ بحقٍّ أو بدون وجه حقّ ... متناسين توصيات وإرشادات الرموز المباركة بلزوم الابتعاد عن مظاهر الحياة المرفّهة والتقيّد بما يجب على طلبة العلم والمتديّنين التقيّد به ...
نعم ، لسنا معصومين من الخطأ والغفلة لكنّنا ألزمنا ذواتنا بأمر