وأوهامنا السقمى ، حيث تعودان بنا إلى دهاليز النسب والعشيرة والقبيلة والسوق والمسرح ، إلى : أنا .. أنا .. أنا الأعلم ، الأثقف ، الأفهم ، الأقوى ، الأثرى ، الأرأس ، كلّ ما يهمّني : شأني ، اعتباري ، غلبتي ، كلمتي ... ودونها ما سواها ، حقّاً كان أم باطلاً ، إيلاماً كان أو إيذاءً أو هتكاً أو ظلماً ، فلا أعتني ..
هنا تنهزم الذات المراقبة المعترضة المنتقدة ، فيأفل نجمها ويخفت صوتها وتشحب صورتها ويضمحلّ وجودها .. حينها إمّا أن تموت أو تقاوم بانتظار أن تستفيق وتصحو وتينع في ليال وأيّام مقدّسة اُخرى ، وكأنّ الله تبارك وتعالى قد حصر التوبة والندم ونظائرهما وجعلها وقفاً على ذلك المقطع الزماني دون سواه ، وكأنّ الأوبة المذكورة إفاقةٌ مرحلية تزول بزوال تلك الأيّام والليالي.
متى نصحو ونستفيق على الدوام ، متى لا نحيا على هامش هذه الليالي والأيّام حياة ذوي الأسقام والذنوب العظام ، متى تجعلنا أيّام الله ولياليه من أهلها وذويها مدّ سنّي العمر وكلّ الأعوام؟!