أمرٌ يحفظ لي راحة العقل والمشاعر ..
لا أكاد اُصدّق أنّ مثلي يألف يوماً العزلة والوحدة!! لا أدري هل كلّ شيء على ما يرام؟ هل أرى وأسمع وأعقل بالخطأ؟ هل القيم والمبادئ وموازين الأخلاق جارية على النسق الصحيح في قلوب وأذهان الناس ، وإنّما أنا الذي لا يعي ولا يفهم بالشكل السليم؟
لا أعلم حقيقة الجواب ، إلاّ أنّي صرت أسعى إلى تخفيف الظلّ وتقليل الكلام علّني اُوفّق في محاصرة أخطائي وتحجيمها ; لا للشيء سوى لكي يرتاح لي ضمير وتستقرّ لي أحاسيس ، فشمّرت عن ساعد الجدّ لأعتزل العشرة والرفقة والصحبة رغم حجم التضحيات وصعوبتها ، فوجدت في غربة الروح عنواناً مناسباً لمعاناة ذاتيّة لكنّه استشرى خلاف إرادتي ورغبتي ليكون عنواناً لموضوع يعالج أكثر من معاناة ذاتيّة وآلام شخصيّة.
ولا أدري ، فلعلّ المعاناة الذاتيّة قد تكون أحياناً بوّابة تطلّ على آفاق واسعة من المعاناة والآلام والأحزان الاُخرى ، في نفس الوقت الذي تمثّل فيه مصداقاً من مصاديق الأزمات الأخلاقيّة والاجتماعيّة والدينيّة التي لابدّ من التعامل معها تعاملاً منهجيّاً علميّاً للوصول إلى النتائج الكفيلة برفعها وتجاوزها.