والصالحين ; تسلسلاً تاريخيّاً يمنحنا محتوىً وضّاءً يعكس الممارسة الواعية لذلك التفصيل المعهود ، الممارسة التي عبّرت عن حكمة وفراسة وتدبير جنّب المجتمع والاُمم ويلات الحروب الطاحنة والدماء النازفة وقادت إلى فضاءات من الحب والسلام والازدهار.
لا شكّ أنّ حسّ الانتقام والردّ بالمثل أو أشدّ موجود في ذات الأحاسيس والمشاعر ، لكنّ العقل السليم هو الذي يدير المعادلة كما هو المفروض ، وإدارة المعادلة يعني سوق المشاعر نحو مرابع التهدئة ومراتع الاسترخاء كخطوة اُولى ، ثم اتّخاذ القرار المناسب في مواجهة ذلك الفعل الموجّه ضدّ الذات ، سواء كانت الذات الفرديّة أو الجماعيّة. وباستنفاد كافّة الحلول العقليّة واستحالة أرسائها على واقع الأمر يحصل الردّ على ذلك الفعل الضدّي بضوء أخضر يدعو إلى التحرّك لدرء الخطر أيّاً كان الخطر : أخلاقيّاً أو اجتماعيّاً أو دينيّاً أو اقتصاديّاً أو حتى عسكريّاً.
ذاتياً وفرديّاً ـ وهذه نقطة الانطلاق الهامّة السارية على خلايا المجتمع الواحدة تلو الاُخرى ـ تحتفظ ذاكرة الإنسان بقاموس ومجموعة من الأفعال التي استهدفت وتستهدف شتّى جوانب الحياة لديه ، منها ما أخذ نصيبه من الردّ بقدرات مختلفة ، ومنها ما ناله السكوت تعقّلاً أو صبراً أو ضعفاً أو انتظاراً للفرصة المناسبة .. ولكنّ المعيار والملاك الصحيح والضابط والميزان السليم يتمثّل بالتفصيل المشار إليه ، فإنّه دأب الأنبياء والأوصياء والأئمّة والصلحاء ، مدركين حجم الصعوبات المرّة