الفيزيائي الميكانيكي التي قد تؤدّي إلى نتائج خطيرة وآثار سلبيّة لا تحمد عقباها. لذا فالتفصيل هو الراجح في المقام ; فقد تحتاج بعض الموارد إلى تطبيق القانون ، وموارد اُخر قد تسكت عنه ، وثالثة تباينه تماماً.
وهذا التفصيل يخفي وراءه منهجاً فكريّاً متكاملاً ونسقاً معرفيّاً متوازناً ينهض من رحم المعايير العلميّة السليمة المستندة إلى القيم والمبادئ الأصيلة .. وأهمّ خصائصه توفّره على العقل الجمعي ، حيث فقدان العقل الجمعي يعني شلل التفصيل المذكور وعدم فاعليّته واهتزاز وانتفاء موضوعيّته ، ولابدّ من الاعتراف بعدم تحقّق هذا العقل عندنا ، ولاسيّما فيما نحن بصدده ، وهذا ما يجعل التفصيل المذكور مركوناً على رفوف الإهمال أو معلّباً محفوظاً في ثلاّجات التجميد .. من هنا تروج ثقافة الانتقام والكيل بمكيالين رواجاً مطلقاً ، الأمر الذي أوجد حالةً من النفور والكراهيّة وانعدام الأمن والاستقرار وتصدّع العلاقات وفقدان الثقة والاطمئنان حتى في أصغر خليّة من خلايا المجتمع ، بل يفقد الفرد الراحة والثبات ، فتهدّد الطاقات وتضيع فرص النمو ويفقد الوقت حرمته ; حيث يكون شغل العقول الشاغل ومهنة الأفكار الرئيسة كيفيّة الردّ والمقابلة بالمثل ، استعادةً للاعتبار والشأن والحيثيّة والكرامة والعزّة الفرديّة والجماعيّة والوطنيّة والاُمميّة والدينيّة.
إنّ لنا في محاورنا وأقطابنا اُسوة حسنة : بدءاً بالرسل والأنبياء والأئمّة الهداة وانتهاءً بالأولياء والمؤمنين الأبدال من العلماء والفقهاء