وإذا ما كان الإنسان جادّاً منضبطاً معتقداً فإنّه يلتزم بنهج ونسق يدير به الحياة ، وهذا ما يفرض عليه الواجبات والقوانين ولوازمها.
وإذا ما التزمت بشيء فإنّي ألتزم بلوازمه أيضاً ، إلى ذلك : فالعقل والمنطق والمجتمع يلزمني بما ألزمت به نفسي.
ولابدّ لي من ذلك الالتزام رغم الألم والمعاناة وتحمّل المشاق ، هذا إذا بقيت شروط الالتزام متوفّرة وبقي الموضوع على حاله ، وإلاّ فأنا في حلٍّ من ذلك ، فإذا ما انتفى الموضوع انتفى الحكم معه.
لذا فأنا باق على العهد الذي قطعته على نفسي ، عهد وفاء وشرف ومبادئ أن أخدم الدين والقيم المقدّسة ، فلن اُفكّر بالنكوص والتراجع والتوقّف ولا أدع مجالاً للوهم والتخاذل والخيانة ، رغم كلّ الآلام والأحزان والمشاهد والمواقف التي ينبئ عنها حتى السكوت والخفاء.
نعم ، إن علمت يقيناً أنّ الآلية والأداة التي اتّخذتها لخدمة الدين والقيم المقدّسة قد تزلزلت أو تآكلت أو كان فيها خللٌ ونقصٌ فلن أتردّد في اتّخاذ قرار المراجعة ثم المراجعة حتى أقف على مواطن النقص والضعف وأعمل بالصحيح الذي يقودني مجدّداً لخدمة الدين والقيم والمبادئ الحقّة.