غالباً ما ألمس أنّي أعيش لغيري ، لإرضاء الآخرين ، غير مكثرت بذاتي ، ولا مهتمّاً بإرضائها ، أليس حركة الحياة بمختلف مفاصلها تبدأ من الذات ثم إلى خارجها؟! فلماذا نبدأ بالغير وننتهي بذواتنا؟! أليس الوهم والشكّ والظنّ واليقين تبدأ كلّها من الذات ثم تنطلق إلى خارجها؟! فلِمَ العكس؟!
الأجدر بي : بناء ذاتي وتوفير احتياجاتها كي تتماسك وتتكامل وتسمو ، ثم أتحرّك صوب الآخر ليؤثّر به ما أثّر بعقلي وقلبي وروحي ، وإلاّ فحركتنا ما هي إلاّ عبث وهراء ، بل السكون أفضل ، فلعلّ في السكون لا يحصل التراجع ، بخلاف حركتنا الطائشة التي ستخلق مزيداً من احتمالات الفشل والانتكاسات المريرة.
أتمنّى لو أعيش كما اُريد أنا لا كما يريد الآخرون .. أن تكون القناعة قناعتي ذاتيّاً وإلاّ فكلّ شيء في مهبّ الريح .. لستُ عبداً سوى له تبارك وتعالى ولا إيمان إلاّ به وبرسله وأنبيائه وأوليائه المنتجبين (عليهم السلام) ، وما عدا ذلك «فَذَرْهُ في بقعة الإمكان».
إنّنا محاصرون ، مكبّلون ، مرغَمون ، محاطون بشواهق التعبّد والاستبداد والاستغلال والظواهر والقشور والرغبات والتسلّط والعنف .. الجور يصول بنا ويجول ، كبت الأفكار قائم ، مصادرة الأفكار واضحة كشمس النهار ، هذا حال اُمّتنا ومجتمعنا ، أمّا المناوئ فهو يعدّك تارة إنساناً من الدرجة الثانية واُخرى كافراً ضالاًّ ينبغي حذفك .. وليس لدينا