من يدري ، لعلّني أنا الذي اخترت لنفسي هذا المقام وتلك الرؤيا الحزينة ، فلا ألومنّ إلاّ إيّاها ولا اُقرّع سواها ..
ومن يدري ، لعلّ غيري هو الذي فعل بي ذلك ، لكنّ الفرض الأوّل أصلح بحالي ; حيث أحصل به على فرصة إصلاح الذات وتنقيتها ممّا أصابها من الأدران والآثام ، فينفتح لي من سبل المعرفة ما أعثر فيه على موطئ قدم ، يأخذ بي إلى مرابع الأمان أو أصنع جناحاً اُحلّق به في فضاءات الفلاح والإيمان ..
ومن يدري ، فلعلّي بعدها أسمو فأبلغ الآفاق العالية ; فالطموح يبقى طموحاً ، والمقاصد النبيلة تبقى هدفاً مشروعاً مازال هناك قلب ينبض بالإحساس وعقل يعمل بحكمة وتدبّر وعرفان.