لا زال يشمخ بين الفينة والاُخرى.
أقبلتْ عليّ الدنيا هنا ، تبدّلت الأحوال وتغيّرت الأوضاع وصرت أعيش الحياة الرغيدة المترفة التي كنت أتمنّاها لي ولاُسرتي ، إلى ذلك : الاُمور الاعتباريّة والاجتماعيّة وغيرهما ، ولازال الحال على هذا المنوال.
لكنّي أشعر بتزلزل في إيماني واعتقادي والتزامي مع ضعف رغبة العبادة والدعاء في روحي ، فابتعدتُ عن ربّي ، هاجس الحرام والذنب يؤرّقني ، خمدت نار الحبّ في قلبي فعدتُ أغبط ذوي الحياة البسيطة الذين يعيشون رغبةً بغد أفضل ويعودون إلى مأواهم وكلّهم شوق وشدو لملاذ يحميهم وعيون بريئة وقلوب نقيّة تجلس بالانتظار ، فعاد لي من جديد الشعور الذي كان يرافقني آنذاك.
أشعر بحاجة ملحّة إلى الحبّ ، إلى صدر يضمّني بلهفة وقلب يحنو عليّ كاُمٍّ رؤوم ، فأنا لم أغترف بعدُ من كأس العشق والحبّ ما به اُروّي مضمأي وأسدّ رمقي ، غير منكر بالمرّة قلب شريكة العمر ورفيقة الدرب التي منحتني ولا زالت تمنحني الكثير من قلبها وإخلاصها ، وكذا أبنائي فلذة كبدي وثمرة عمري الذين أعتزّ بهم وأفخر بوجودهم ، لكنّي طمّاع حبٍّ شَرِه نَهِم ، حبّ اُعوّض به خواء أعوام من فقر العاطفة والحنين ودفء الأحضان الشابحة لها أحاسيسي لهفةً وشوقاً.