والوقوف على جوهر المشكلة وهذا ما يوفّر فرصة التفكير العقلاني السليم ، فتزداد نسبة النجاح وتنحسر الأخطاء.
ويلعب الوعي والنضج دوراً هامّاً في الانتخاب ، فكلّما ازداد الوعي كلّما كان الانتخاب سليماً والعكس بالعكس.
إنّ الألم والمرارة لا يمكن إغفالهما أبداً إلاّ أنّ خيار العقل يبقى الخيار الأسلم دوماً.
إنّنا بانتخابنا حكم العقل نكون قد طوينا شوطاً طويلاً من طريق الوصول إلى النتائج المطلوبة ، بما في ذلك الوقوف على الأسباب والدواعي التي أوجدت أو ساهمت في إيجاد المشكلة ، الأمر الذي يهوّن الخطب ويسهّل مناقشة وبحث الأسباب والدواعي والمقتضيات التي صنعت ذلك الحدث.
لذا فخيار العقل ليس فقط هو الخيار الناجع لمعالجة المشكلة وحلّها فحسب ، بل يحفر في خلفيّاتها بالمراجعة والمقارنة والاستقراء والاستنطاق والتحليل فتكون النتيجة علميّة استدلاليّة توطّئ لخلق فضاءات تعمل على تشخيص ومعالجة الخلل والخطأ.
إنّ الحلول العاطفيّة بإمكانها أن تهدّد كيان الاُمّة برمّتها ; حيث تبدأ بأصغر خليّة وحلقة فيها وهو الفرد ثم الاُسرة فتسري إلى الأكبر فالأكبر ، على خلاف الحلول العقليّة التي بإمكانها بناء الاُمّة وترسيخ قيمها ومبادئها ; لارتكازها على الوعي والنضج والفهم السليم والممارسة الصحيحة.