نستصغرُ غيرنا ونحن ـ نتيجة واقع الحال ـ أحقّ أن نُستصغَر.
كلّ ذلك دون أن نتأمّل ظاهرنا ، وهل يغذّينا ظاهرنا هذا ويرفدنا بالعلوم والمعارف وألوان الثقاقات؟!
مأساتنا أنّنا نختبئ بظاهرنا علّه يُخفي عيوبنا وموارد الضعف فينا ، متناسين متغافلين متجاهلين أنّ العمق والجوهر هما خير ملجأ وملاذ ينقذنا من حالنا ويدفع بنا إلى حيث ينبغي أن نكون في أرقى مراحل العلم والعمل والإيمان والاخلاق.
لقد تحوّلنا إلى صنف من أصناف المجتمع كسائر الأصناف ، ذلك بدل أن نذوب في المجتمع ويذوب المجتمع فينا ، نقوده إلى برّ الأمان وسواحل الاطمئنان ، لا أن يزداد بغضه وكرهه لنا يوماً بعد الآخر ويعلو الشاهق بيننا وبينه ساعةً بعد اُخرى ; فلقد بدأ المجتمع منذ زمن ليس بالقصير يفقد ثقته بنا إثر ظواهرنا ومظاهرنا واستعراضاتنا ومسرحيّاتنا الفاشلة ..
أما آنَ لنا أن نعيد حساباتنا ونتعامل بكلّ وفاء وإخلاص مع مبادئنا ومجتمعنا ، أم أنّ تيّار القشريّات والمنافع باق على حاله ينخر بنا شيئاً فشيئا؟