«شروط الفضاء السلطوي» لدى نوع الإنسان؟! فحينما تهتزّ العدالة يهتزّ الموضوع فلا يغدو آنها «الولاء» هو ذلك الولاء المعهود ولا «حقّ الطاعة» ولا نظائرهما. إنّ سريان الاهتزاز لا يمكن التحكّم به آنذاك ولا يعلم متى وكيف يندمل الجرح وتُجَسر الفجوة وتُردَم الهوّة ويرأب الصدع ، فلطالما كان الهدم والإسقاط سهلاً بخلاف البناء والتشييد .. ولعلّ أشدّ ما في الهدم جانبه الروحي ; إذ جروحه وفجواته وتصدّعاته وشقوقه مؤلمة خطرة للغاية ، فهي على طول المدى مناطق بركان لا ندري أنّى تنفجر.
إنّ مناهج «الإسكات» لا يمكن أن تدوم طويلاً ; لضعف ركائزها وخواء محتوياتها ، وهكذا حال أنساق الحذف والتحريف والترويع ، الأمر الذي يستدعي تنشيط ثقافة «الإقناع» بتفعيل المناهج والأنساق السليمة ، ولا تتناغم السلامة مع الإسكات والحذف والتحريف والترويع ، إنّما هي وليدة العقل العملي الذي يؤسّس للقيم والمبادئ والاُصول «خريطة الطريق» ، ممّا يعني تحوّل الصراع إلى حوار ، والنقد إلى فكر ، بتبنّي التقييم البنّاء ، فتتلاقح الأفكار وتتضايف الآراء ، وقد تكوّن نهاية المطاف عجينة مشروع واحد ، فلا حذف ولا إسكات ولا ترويع ولا تحريف.
إلى ذلك ، فإنّنا طبق المعايير العلميّة والأدوات المعرفيّة لو أجرينا مقارنةً مختصّةً بين العناصر التي تتعرّض للحذف والتهميش ضمن الحلقة الواحدة وبين العناصر البديلة ، فالغالب في التقييم والمميّزات أنّ الطائفة الاُولى تمتاز بالخبرة والكفاءة والحصافة وسعة الاُفق .. وتمتاز الثانية