رائعٌ شامخ من مصاديق رؤية مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) القائمة على الحبّ والسلام والوئام واحترام الإنسان في انتخاب الحياة الحرّة الكريمة ، هذا المنهج الذي جنّب العالم شرّ الفتن والمخاطر والويلات التي لا تُحمد عقباها ولا يُعرف مداها.
فالكرة في ملعب الآخر الذي عليه إثبات حسن النوايا بالدليل والممارسة الصادقة لمفاهيم الوسطيّة والاعتدال التي تحترم رأي المخالف وتعمل معه في الوفاقيّات وتتحاور في الخلافيّات ، بلا حذف ولا نفي ولا عنف ولا ترهيب ولا ترويع.
إلى ذلك : إنّ إصرار الآخر على تكرار الشبهات والموارد التي تتنافى مع إجماع فقهاء التشيّع لا يسهم في حلّ المشاكل العالقة قطعاً ; حيث الحوار العلميّ المنطقيّ هو السبيل الوحيد لتضييق نقاط الخلاف وحصرها والسعي على التعامل معها بأساليب حضاريّة متطوّرة تعكس الوجه الناصع للدين الإسلاميّ الحنيف.
من هنا بات واضحاً عقم التصوّر القائم على شخصنة «المنهج المنقذ» وحصره بهذا الفرد أو ذاك ; من حيث إنّ مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أنّى كانت وتكون هي مدرسة الاعتدال والوسطيّة بإجماع علمائها وفقهائها ومفكّريها ونخبها .. ذلك رغم تعرّضها مدّ التأريخ لحملات الحذف والتحريف والتضليل ، لكنّها بقيت تنبض بالحياة ، بالقيم والمبادئ الحقّة المستقاة من بصائر أهل بيت العصمة الاُباة.