إنّ سكوت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ربع قرن من الزمن .. ظلامة الزهراء (عليها السلام) .. صلح الحسن بن عليّ (عليه السلام) .. مقتل الحسين بن عليّ (عليه السلام) .. وهكذا سائر الأئمّة الهداة (عليهم السلام) ومنهجهم ـ كآبائهم ـ في رفض العنف والحذف والتضليل .. هي مجرّد إضاءات بعناوين كلّية ، بتفاصيل ومصاديق يعجز البيان والمقام عن عدّها وكشفها وخوض غمارها.
على خلاف الآخر الذي لا زال جادّاً موغلاً في حذف التشيّع ونفيه بالعنف والتضليل والتحريف ، بكلّ ما اُوتي من عدّة وعديد.
فالفكر الشيعيّ فكرٌ حواريٌّ استدلاليٌّ قائمٌ على المنهج العلميّ المعرفيّ السليم .. ولعلّ العالم بدأ يدرك رويداً رويداً حقيقة الاُصوليّة الشيعيّة القائمة على منطق الحوار والعقلانيّة ، الاُصوليّة التي طالما وصفها سابقاً خطأً بالتطرّف والراديكاليّة ، ولاسيّما أنّه قد وقف مؤخّراً على ماهيّة الفكر التكفيريّ وكيف وجده لا يتورّع عن إزهاق الأرواح البريئة بأبشع الطرق والأساليب الرهيبة.
لذا لا يمكن شخصنة وحصر «المنهج المنقذ» ، منهج الوسطيّة والاعتدال ، بالاُطر والأفراد والحدود الضيّقة .. إنّه منهج الفكر المستلهم رؤاه واُصوله وثوابته من مدرسة آل العصمة والطهارة (عليهم السلام) ، ويكفي سبر الغور في ثقافة وأدبيّات وممارسات علماء التشيّع والنخب منه والأتباع ليظهر بوضوح صحّة المدّعى.
إنّ خصيصة الحكمة والأساليب العقلانيّة مثالٌ حيٌّ نابضٌ ومصداقٌ