والنفوذ التي لا تتّفق مع الواقع الذي إن أنصفناه هو أن يقال فيه : «... ولا العرب قادرون ...» فسواء رغب العرب أو لم يرغبوا فإيران باقية كما غيرها باق ، مثلما أنّ العرب وغيرهم باقون سواء رغبت إيران أم لم ترغب ، حيث الواقع هو الملاك لا الرغبة والتمنّي.
كما نجد جملة : «لا السنّة يحتكرون الإيمان ولا الشيعة يحتكرون الإسلام» هي الاُخرى تعبّر عمّا يدور في خلد الرجل من تصوّر طائفي لمفهوم الإيمان الذي حصره في السنّة وقابله بتصوّر لمفهوم الإسلام الذي يأتي بالدرجة الثانية بعد الإيمان ـ كما هو معروف الفقهاء ـ فنعت الشيعة به.
لم نعقد البحث والنقد لأجل الإشارة إلى نظائر هذه الجزئيّات ونزاعات الألفاظ التي لا جدوى منها ولا طائل لها ، فهي ليست سوى مجرّد عبث بالأوقات وتلاعب بالمفردات لا يغني ولا يسمن أبداً .. إنّما عقدنا البحث والنقد لغرض أسمى وغاية أرقى تتجلّى في التنويه والتذكير بالمنهج العلميّ الذي اعتمده الفكر الشيعيّ منذ البدء ، نعني : منهج الوسطيّة والاعتدال وترجيح منافع الدين ومصالح الرسالة على طرّ ما سواها من المنافع والمصالح الاُخرى ، ولا يهمّنا هنا تغريد بعض المغرّدين خارج السرب ، الذي سعى إلى لصق نهج التكفير والحذف بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ; إذ مخالفة معلوم المدرك لا تضرّ بالإجماع كما هو ثابت في فقه أهل البيت (عليهم السلام).