والمعرفة جرعاً كلّما رشفني بها لازلتُ ذاك الصادي الذي يهتف دوماً : هل من مزيد؟ فما ارتويت منك يا عذب يا غدير .. فهيهات أن تنفكّ أحاسيسي وأفكاري عنه أبد ما حييت ... إنّه يجري في عقلي وعروقي جريان الماء والأثير.
وهل يكفي أن أكون أديباً فناناً مفكّرا .. لاُجمله بقصيدة ولوحة ورؤية تسمو بي جذلانَ ألِقاً سامقا؟
إنّه يوجب علينا ويدعونا لنفهم حقيقة التقاطعات والتباينات والشموخات والكبوات ...
لنعلم كم نحن بحاجة لنعلم ما هو العراق ، فقد اختلف الناس فيه وفي أهله بين ظالم مجحف وعادل منصف ومفرط غال ...
لندرك لِمَ آلَ الحال إلى ما آل ...
أما آنَ أن يهدأ بال وتستقرّ له أحوال ، أم كُتِب عليه الشقاء والعناء وليال من الضيم طوال؟
قصدته آنذاك بعطش الضمآن وعبرة تتكسّر في الصدر ثلاثةً وعشرين عام ، رمته وفي قلبي وذهني مشاعر وأفكار تغلي كالبركان ، إنّه الهيام يا كرام .. أخترقُ المدن والمسافات وكأ نّها أضغاث أحلام ، وزاد الحلم حلماً لمّا وجدتُ مدينتي تغشّيني بالأحضان ، مدينتي حيث لي في كلّ شبر منها ذكرى وعنوان ، مدينتي التي حملتني عقدين من الودّ والحنان حتى رمى بي المستبدّ الشيطان بعيداً عن الأهل والأوطان ، ذقت