فإنّها قريبة منه بفضل النظام المشار إليه.
إنّ المشاريع والمراكز والمؤسّسات والمجمّعات التي أنشأتها وتنشؤها قيادة الاُمّة وممثليّاتها في شتّى أصقاع الدنيا يجب أن لا تكون مجرّد إسقاط تكليف أو ردّ إشكال أو دفع دخل مقدّر ; فالاكتفاء بالعناوين والمسمّيات لا يتناسب مع شأن قيادة تروم نقل الاُمّة إلى واقع جديد يسوده العدل والصدق والخير والأمان.
إنّ كلّ معقل من هذه المعاقل لابدّ أن يكون مصدر حركة دؤوبة من النشاط والعلم والإنتاج على قاعدة ترسيخ القيم والمبادئ وتفعيلها ونشرها وتوسيع آفاق مخاطبيها ، لا أن تكون مجرّد مكتوبات ـ مثلاً ـ اقتُنيت من شتّى معارض بيع الكتب بأسعار باهضة الثمن فنامت على رفوف الغبار بانتظار ذلك الذي يتصفّحها أو يستفاد منها إذا ما احتاج إليها ، ثم نفاخر بخزين من الكتب لدينا بلغ كذا ألف وألف. وهكذا الحال بالنسبة إلى المخطوطات وغيرها. بل وهكذا الحال بالنسبة إلى سائر المشاريع التي لابدّ أن تخرج من دائرة القشور والمظاهر والتفاخر لتَرِدَ مجال العمل والإنتاج الفاعل. وهل يغنينا بناء الفروع والصروح في هذه الدولة أو تلك ، إن لم تمنح فرصاً وسبلاً عظيمة لنشر قيم الحقّ والعدل والإنسانيّة ، كعظمة الأموال التي اُغدقت عليها.
إنّنا بحاجة إلى فلتر وجهاز رقابة ومحاسبات ، كلٌّ حسب التخصّص والمهامّ والمسؤوليّات المناطة به ، فالتسيّب والفساد في المراكز