الثاني ، ومروراً بحقد الدولتين الاُمويّة والعبّاسية ، وأخيراً ـ وليس آخراً ـ هذه الهجمات العنيفة وحملات التزييف والتحريف والتشويه التي وجدت في ذراع الوهّابية وغيرها خير معين وذابّ عنها. كلّ هذه المحاور وغيرها قد اجتمعت لتجعل من علم الرجال على غاية من الأهمّيّة والخطورة.
والعلاّمة المحقّق آية الله السيّد عبدالعزيز الطباطبائي (رحمه الله) هو ذلك الرجالي المسلّط على هذا العلم من حيث مبانيه وأدواته تسلّطاً عميقاً ودقيقاً ، ممّا يلحظ ذلك على مؤلّفاته وتحقيقاته بشكل جلي وبارز ، الأمر الذي جعلها بالمكانة التي أهّلتها لأن تستقطب آراء العلماء والفضلاء وأهل الخبرة والبحث والتحقيق بالقبول والدعم والإطراء.
وله في هذا المضمار مراجعات كثيرة ، وكتب وتراجم عديدة لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) ، والتي قد استخرج المبعثر منها في بطون الكتب من مختلف المصادر السنّية والشيعية والفهارس والمخطوطات.
وكان (رحمه الله) في نيّته وعزمه إنجاز مشروعين على صعيد التراجم والرجال ، ولكنّ دعوة الحقّ حالت دون ذلك.
والجدير بالذكر أنّ تصحيح كتاب معجم رجال الحديث للسيّد الخوئي (قدس سره) كان بعهدته وتحت إشرافه.
ولا يخفى على القارئ اللبيب والمطّلع الأريب وأهل البحث والتحقيق مدى إحاطته بالمباني الاُصولية والفقهية ، والتي أضفت على