سمع يونس بن عبد الأعلى ، والربيع بن سليمان المصريين ، وسليمان بن سيف الحراني ، وغيرهم ، وكان من مشايخ الصوفية سكن بغداد حتى مات بها ، وحدث ، وله مصنفات في التصوف. روى عنه جعفر الخلدي وغيره.
أخبرني أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر ابن حيان قال : أملى علينا عمرو بن عثمان المكي الصّوفيّ قال : حدّثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدّثنا ابن عيينة عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة ـ أو غير أبي هريرة الشك من أبي عبد الله ـ أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك ولا تعجز ، فإن فاتك شيء فقل كذا قدر ، وكذا كان ، وإياك ولو فإنها مفتاح عمل الشيطان» (١).
فهذا يدل على معنى التوكل بالتكسب ، فإذا فاتهم الأمر بعد الكسب قالوا : كذا أراد الله وكذا قدر الله.
قلت : ما بعد ذكر الشيطان هو كلام عمرو المكي وليس بكلام النبي صلىاللهعليهوسلم.
حدثني الأزجي ، حدّثنا عليّ بن عبد الله الهمدانيّ ، حدثني محمّد بن عليّ الشيرواني قال : قال عمرو بن عثمان المكي : ثلاثة أشياء من صفات الأولياء : الرجوع إلى الله في كل شيء ، والفقر إلى الله في كل شيء ، والثقة به في كل شيء.
أخبرنا ابن التوزي ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت أبا بكر القناديلي يقول : قال عمرو بن عثمان المكي : التوبة فرض على جميع المذنبين والعاصين ، صغر الذنب أو كبر ، وليس لأحد عذر في ترك التوبة بعد ارتكاب المعصية ، لأن المعاصي كلها قد توعد الله عليها أهلها ولا يسقط عنهم الوعيد إلا بالتوبة ، وهذا مما يبين أن التوبة فرض. وقال عمرو : اعلم أن كل ما توهمه قلبك ، أو سنح في مجاري فكرتك ، أو خطر في معارضات قلبك ، من حسن أو بهاء ، أو أنس أو ضياء ، أو جمال أو شبح ، أو نور أو شخص أو خيال ، فالله بعيد من ذلك كله ، بل هو أعظم وأجل وأكبر ، ألا تسمع إلى قوله : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى ١١]. وقال : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص ٣ ، ٤]. وقال عمرو : المروءة التغافل عن زلل الإخوان. وقال عمرو : ولقد علم الله نبيه صلىاللهعليهوسلم ما فيه الشفاء ، وجوامع النصر ، وفواتح العبادة. فقال : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ