أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : فلم يزل الفضل ويحيى في حبس الرّشيد حتى مات يحيى سنة تسعين ، ومات الفضل سنة ثلاث وتسعين ومائة في المحرم.
قلت : وذكر الصولي أن الفضل مات في شهر رمضان من سنة اثنتين وتسعين ومائة قبل موت الرّشيد بشهور.
سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن العلاء بن زبر ، وحيان أبي زهير ، والمغيرة ابن مسلم السّرّاج. روى عنه يحيى بن معين ، ويزيد بن عمر بن جنزة المدائنيّ.
حدّثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله بن محمّد الحربي ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا معاذ بن المثنّى ، حدّثنا يحيى بن معين قال : حدّثنا الفضل بن حبيب السّرّاج عن عبد الله بن العلاء ـ يعني ابن زبر ـ عن الضحاك بن عبد الرّحمن قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة أن يقال له ألم نصح جسمك ونروك من الماء البارد؟».
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سألت يحيى بن معين عن الفضل بن حبيب السّرّاج فقال : شيخ من أهل المدائن كان هاهنا ببغداد في السراجين ، لم يكن به بأس.
كان من أولاد ملوك المجوس ، وأسلم أبوه سهل في أيام هارون الرّشيد ، واتصل بيحيى بن خالد البرمكي ، واتصل الفضل والحسن ابنا سهل بالفضل وجعفر ابني يحيى بن خالد فضم جعفر بن يحيى الفضل بن سهل إلى المأمون ـ وهو ولي عهد ـ ويقال إن الفضل بن سهل أراد أن يسلم ، فكره أن يسلم على يد الرّشيد والمأمون ، فصار وحده إلى المسجد الجامع يوم الجمعة ، فأسلم واغتسل ولبس ثيابه ، ورجع مسلما. وغلب على المأمون لما وصل به للفضل الذي كان فيه ، فإنه كان أكرم الناس عهدا ، وأحسنهم وفاء وودا ، وأجزلهم عطاء وبذلا ، وأبلغهم لسانا ، وأكتبهم يدا. وفوض إليه المأمون ـ لما استخلف ـ أموره كلها ، وسماه ذا الرئاستين لتدبيره أمر السيف والقلم.
__________________
٦٧٨٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١١٠.