أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عامر بن صالح يروي عن هشام بن عروة ليس بثقة.
أخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب ، حدّثنا الحارث بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن سعد قال : عامر بن صالح بن عبد الله ابن عروة بن الزّبير بن العوّام توفي ببغداد في خلافة هارون ، وكان شاعرا عالما بأمور الناس ، ويكنى أبا الحارث.
له مدائح في المهديّ ، والهادي ، والرشيد ، والأمين ، وهجا خلقا كثيرا ، وكان خبيث الهجاء غاية فيه ومديحه لم يكن بذاك.
قرأت على الجوهريّ عن محمّد بن عمران المرزباني قال : حدثني عبد الله بن يحيى العسكري عن أبي إسحاق الطلحي عن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل قال : كان أبو الهول هجاء للفضل بن يحيى والفضل غلام ، فلما استخلف الرّشيد وصارت البرامكة فيما صارت فيه ، وولى الفضل خراسان فعسكر بنهر بين وجلس للشعراء ، فكان أول من دعى به أبو الحجناء ومروان بن أبي حفصة ، فقال أبو حنش :
تسابقت الجدود بنهر بين |
|
فبرّز عند ذلك جد زنجي |
وأقبل جد مروان فصلى |
|
على تعب يزجيه المزجي |
وكان أبو الهول حاضرا فدعا به الفضل فقال له : بأي وجه تنظر إلىّ وتحضر بابي؟ فقال اسمع أيها الأمير ثم افعل ما بدا لك ، فأنشده :
سما نحوه من غضبة الفضل عارض |
|
له كلمة فيها الصواعق والرعد |
وما لي إلى الفضل بن يحيى بن خالد |
|
من الجرم ما يخشى على به الحقد |
سوى أنني حليت شعري بذكره |
|
وما حل بي في ذاك قتل ولا جلد |
سيأتي أبا العبّاس حمدي وإنما |
|
يراد على النعمى من الشاكر الحمد |
سليل ملوك أخلصوه بمجدهم |
|
فجاء كصدر السيف زايله الغمد |
وعوّده المسعاة في الخير والد |
|
أعد له في كل مكرمة زند |
كأن يديه النيل في حين مده |
|
إذا راح يعلو فوقه الزبد الجعد |
فبت راضيا لا يبتغي منك غيره |
|
ورأيك فيما كنت عودتنا بعد |
قلت : في غير هذه الرواية فرضي عنه وأمر له بعشر آلاف درهم.