وقال لي هلال بن المحسن : مات عليّ بن عيسى الوزير يوم الجمعة لليلة بقيت من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، وكان مولده في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائتين.
حدث عن أبي بكر بن دريد ، وأبي بكر بن السّرّاج. حدّثنا عنه التنوخي ، والجوهري، وهلال بن المحسن الكاتب. وكان من أهل المعرفة ، مفننا في علوم كثيرة ، من الفقه والقرآن ، والنحو ، واللغة ، والكلام على مذهب المعتزلة.
أخبرنا التنوخي ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عيسى بن عليّ الرماني ، حدّثنا ابن دريد، أخبرنا العكلي قال : حدثني شيخ من أهل البصرة قال : رأيت محمّد بن واسع الأزديّ ـ بسوق مرو ـ يعرض حمارا ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله أترضاه لي؟ قال : لو رضيته لما بعته.
حدثني أحمد بن عليّ التوزي قال : كان مولد عليّ بن عيسى الرماني في سنة ست وتسعين ومائتين.
أخبرنا الأزهري والقاضيان أبو العلاء الواسطيّ ، وأبو القاسم التنوخي ، وابن التوزي قالوا : توفي عليّ بن عيسى الرماني في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. قال الأزهري : في جمادى الأولى ، وقال التنوخي وابن التوزي : في ليلة الأحد الحادي عشر من جمادى الأولى.
أصله من نفر وهي بلد على النرس من بلاد الفرس ، وكان مولد عليّ بن عيسى ببغداد يوم الخميس لخمس خلون من صفر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، وصحب القاضي أبا بكر محمّد بن الطّيّب الأشعري ، ودرس عليه الكلام ، وكان يحفظ القرآن والقراءات ، وكان متفننا في الأدب ، وله ديوان شعر كبير ، وكله ـ إلا اليسير منه ـ في مدح الصحابة والرد على الرافضة ، والنقض على شعرائهم ، وتوفي يوم الثلاثاء سلخ
__________________
٦٣٧٧ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٩٠٤.