على الشبلي في قبة الشعراء في جامع المنصور والناس مجتمعون عليه ، فوقف عليه في الحلقة غلام لم يك ببغداد في ذاك الوقت أحسن وجها منه يعرف بابن مسلم ، فقال له تنح فلم يبرح ، فقال له الثانية تنح يا شيطان عنا فلم يبرح. فقال له الثالثة تنح وإلا والله خرقت كل ما عليك ـ وكانت عليه ثياب في غاية الحسن تساوي جملة كثيرة ـ فانصرف الفتى فقال الشبلي ـ ونحن نسمع ـ :
طرحوا اللحم للبزا |
|
ة على ذروتي عدن |
ثم لاموا البزاة لم |
|
خلعوا فيهم الرسن |
لو أرادوا صلاحنا |
|
ستروا وجهه الحسن |
وكان أبي معي فاستملحت هذه الأبيات ، وأخذت أكررها على نفسي لأحفظها. فقال لي أبي : يا بني أنشدك أحسن من هذه الأبيات في معناها؟ فقلت : إن رأيت ، فقال: أنشدني أبو عليّ بن مقلة :
أيا رب تخلق أقمار ليل |
|
وأغصان بان وكثبان رمل |
وتبدع في كل طرف بسحر |
|
وفي كل قد رشيق بشكل |
وتنهي عبادك أن يعشقوا |
|
أيا حكم العدل ذا حكم عدل؟ |
ولى القضاء بعكبرا وحدث بها عن يونس بن أحمد الرافقي ـ شيخ يروي عن هلال بن العلاء ـ حدثني عنه أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبريّ ، وسمعت التنوخي وذكر هذا الشواربي فأثنى عليه وقال : قيل له : هل الشواربي نسبة إلى ابن أبي الشوارب؟ فقال : لا ذاك قرشي ولست من قريش. قال لي أبو منصور بن عبد العزيز : مات الشواربي بعكبرا بعد سنة أربعمائة.
حدث عن محمّد بن حمدويه المروزيّ ، ومحمّد بن الحسن بن الفرج الأنباريّ ، وغيرهما. حدثني عنه محمّد بن عبد العزيز البرذعي ، وأبو بكر المقرئ الواسطيّ ، وكان ثقة.
__________________
٦٥١٩ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٤٠٣.